ترجع أصول أفارقة العراق إلى القبائل المنحدرة من بلدان القارة شرقا، مثلا بلاد النوبة وزنجبار والمناطق الساحلية القريبة من البحر العربي، بحسب عبد الحسين عبد الرزاق رئيس تجمع أبناء البشرة السمراء.
وأضاف للجزيرة نت أنهم استقدموا للعراق منذ أكثر من 1400 سنة، بداية الفتح الإسلامي، على يد القائد عتبة بن غزوان الذي مهّد الطريق لاستقدام الأفارقة من بلدانهم بواسطة وسائل كثيرة، وأسكنوهم في مناطق جنوبي البلاد، خصوصا منطقة البطحاء في البصرة، مؤكدا أن أصحاب البشرة السمراء في العراق أفارقة قطعا.
وحول تسميتهم، يقول سعد سلوم الخبير في شؤون التنوع في العراق أن تسمية أصحاب البشرة السمراء يحبذها الأفروعراقيون ويطلقونها على أنفسهم، لكي يتجنبوا تسميات أخرى فيها تمييز على أساس اللون مثل الأسود أو الزنجي أو غيرها من التسميات. ، يقدر سلوم أعدادهم في العراق بين 250 ألفا و400 ألف نسمة، بناء على عملية تخمينية أجراها مع ناشطين من السود عام 2013.
ويبين سلوم -مؤسس معهد دراسات التنوع الديني في بغداد- أن أي إحصائية لأي مكون في العراق مجرد افتراضات، وعادة تميل الجماعات إلى تضخيم أرقامها.
ومن جانبه يعتقد عبد الرزاق أن أعدادهم تتجاوز مليون ونصف المليون نسمة، رغم عدم وجود إحصائيات رسمية تؤكد هذه التقديرات.
ويضيف أن الأفارقة جاؤوا إلى العراق عن طريق تجارة الرق، حيث كانت هناك أسواق لتجارة الرقيق والعبيد في مدن عربية عدة منها البصرة جنوبي العراق
ويؤكد الخبير في شؤون التنوع بالعراق أنهم بداية مجيئهم إلى العراق لم يكونوا مسلمين، وكانت لهم معتقدات دينية وعبادات خاصة، بحسب سلوم.
ولا يعتقد سلوم أن القوات البريطانية استخدمت الأفارقة مرتزقة خلال احتلالها البصرة، لافتا إلى أنهم كانوا يعملون في تجفيف الأهوار وفي الزراعة، وكذلك يُستخدمون في النزاعات العشائرية.