الغجَر أو الكاولية ومفردها كاولي (وهو ما يطلق عليهم في العراق) هم مجموعة سكانية عراقية تنتمي إلى مجموعة الشعوب الغجرية التي تعود جذورها إلى شبه الجزيرة الهندية ودلتا السند. يشكل الغجر العراقيون أو الكاولية أقلية عرقية في العراق، استناداً لبعض المصادر كان عددهم في 2005 يتراوح ال50 ألف نسمة. ويسكنون في قرى، وتجمعات بشرية عادة ما تكون منعزلة على أطراف المدن والبلدات. حيث توجد للكاولية تجمعات سكانية في محافظة بغداد، والبصرة، ومحافظة نينوى، إضافة إلى بعض القرى في سهول جنوب العراق في المثنى، والديوانية
في قرية بسيطة تابعة لمحافظة الديوانية، يقع "حي الزهور" الذي يسكن فيه الغجر، وهو حي فقير يضم مدرسة واحدة أنشأتها اليونيسف، إضافة إلى بيت صحي لايفي بالغرض للمرضى.
. يقول الحاج فارس مختار القرية ، "نحن مواطنون حالنا حال كل العراقيين، أجدادنا نحن الغجر موجودون في العراق منذ عام 1889".
ويتحدث فارس عن الوضع المأساوي الذي يعيشه سكان هذه القرية من الغجر، قائلاً، "يعيش الأهالي وسط بيوت متهالكة مع انعدام الخدمات إلا ما تتقدم به الجمعيات الخيرية التي تصل القرية بين الحين والآخر".
وفي هذه القرية يعيش 400 شخص في 65 عائلة تقطعت بهم السبل بعد هدم منازلهم إثر هجوم إحدى جماعة مسلحة على قريتهم عام 2004، حيث هجر الكثير من السكان قريتهم بسبب الظروف الصعبة والاضطهاد الذي مر بهم.
أزقة متهالكة وأمنيات مجهولة
وتقول إحدى ساكنات الحي وتدعى نرجس، "نحن سكان هذه المنطقة ينظر إلينا المجتمع نظرة غير مرغوب فيها، وما ذنبنا يعني أن تكون هكذا الحياة التي ولدنا فيها، نحن نعم كاولية (غجر) لكن بالنهاية بشر، ويجب أن نعيش".
وتضيف، "بسبب الضغط علينا ومنع الناس من الدخول الينا، اخترنا أن نعمل بمهنة التسول كي تسد حاجتنا".
مظلومية واضحة
ويقول الناشط المدني ضياء المهجة ، إن "قرية الغجر في الديوانية فيها تمييز طبقي والكثير من الأهالي يواجهون صعوبات".
ويرى أن "هذه الطبقة تحتاج إلى رعاية من قبل الحكومة، وان الكثير من الشباب يواجهون صعوبة في إيجاد فرصة عمل كونهم ينتمون إلى هذه الفئة وأن أغلب هذه الفئة يمتهنون التسول في تقاطعات المحافظة".
ودعا المهجة الحكومة إلى "عدم التمييز العنصري ضدهم في دوائر ومؤسسات الدولة".
حقوق غائبة
ويستغرب مدير مفوضية حقوق الإنسان في محافظة الديوانية محمد البديري ما يجري لهذه الفئة (الغجر أو الكاولية) قائلا، إن "هذه الشريحة لا تتمتع بحقوقها من ناحية الجانب الثقافي والصحي والاقتصادي".
ويتابع بالقول، "يوجد في هذه القرية بيت صحي يقدم خدمات قليلة جداً لهم، إضافة الى ان الكثير يتعرضون للامراض لاسيما الأمراض المنتقلة والجلدية بسبب سكنهم في مكان غير مؤهل للسكن".
وتقول الطبيبة أنعام عبد، إن "هذه الفئة تكون عرضة للأمراض مثل أمراض الجلد وأمراض تصيب الفتيات في الجهاز التناسلي بسبب تزوجيهم وهن في عمر مبكر وتسبب مشاكل لهن لأسباب عديدة منها الوضع البيئي والتلوث"، داعية حقوق الإنسان والحكومة الى "حل الأزمة التي يعانون منها".