تعرض اليزيديون عبر التاريخ إلى 74 عملية إبادة استهدفتهم لأسباب دينية واقتصادية.[ فكانت من أهم الفتاوى التي أباحت قتال اليزيديين فتوى أحمد بن حنبل في القرن التاسع وأبي الليث السمرقندي والمسعودي والعمادي وعبد الله الربتكي المتوفي عام 1159.ولعل فتوى أبو سعود العمادي (وهو مفتي الدولة العثمانية في عهدي سليمان القانوني وسليم الثاني) أحد هذه الفتاوى، حيث قادت إلى سلسلة من الفتاوى التكفيرية بحق الإيزيديين. تنص المصادر اليزيدية وتلك المناوئة للعثمانيين أن العمادي أباح في فتواه قتل اليزيديين وسبي نسائهم وذراريهم بعد أن وصفهم بأنهم "أشد كفرا من الكفار الأصليين"،وعلل ذلك ببغضهم للإمام علي بن أبي طالب وأولاده الحسن والحسين.

تطلق اليزيدية اسم "فرمان" كمرادف لعبارة "حملات الإبادة الجماعية". والفرمان كلمة تركية معناها "القرار"، إشارةً إلى القرار الذي كان يصدره السلاطين العثمانيون في الآستانة. كان الشعب اليزيدي في الغالب عاجزا عن مواجهة الحملات العسكرية المهددة له لضخامتها ولقلة عدد اليزيديين. فكانوا يضطرون للاعتصام في رؤوس الجبال وفي الكهوف، وأدى هذا بمرور الزمن إلى انتشار الأمية والتخلف بينهم، وإنهاك الشعب بحروب وكوارث أثرت على بنيتهم ودورهم الحضاري والثقافي.

بدأت الحملات بأيام مير جعفر الداسني (أيام الخليفة العباسي المعتصم سنة 224هـ) إلى حملات القرنين السادس والسابع عشر ومن ثم حملات ولاة بغداد العثمانيين: حملة حسن باشا سنة 1715م وحملة أحمد باشا سنة 1733م وحملة سليمان باشا سنة 1752م ومن ثم حملة نادر شاه الفارسي التي تواصلت للفترة الممتدة بين سنتي 1732 و1743م ومن ثم حملات أمراء الموصل الجليليين، والحملة على إمارة الشيخان والحملات على إيزيدية جبل سنجار، ثم حملات الباشوات العثمانيين. تعود أولى الفرمانات التي شنت ضد الشعب اليزيدي لعام 1560م عندما صدرت فتوى من الشيخ أبو السعود العمادي بقتالهم، ومنها حملة علي باشا عام 1802م وحملة سليمان باشا الصغير عام 1809م وحملة إينجه بيرقدار عام 1835م وحملة رشيد باشا عام 1836م وحملة حافظ باشا عام 1837م وحملة محمد شريف باشا بين سنتيّ 1844 و1845م وحملة محمد باشا كريدلي أوغلو بين سنتي 1845 و1846م وحملة طيار باشا بين سنتي 1846 و1847م وحملة أيوب بك سنة 1891م وحملة الفريق عمر وهبي باشا سنة 1892م ومن ثم حملة بكر باشا سنة 1894م.وحملات أمراء رواندز مثل حملة محمد باشا السوراني بين سنتي 1832 و1834م، وحملة بدرخان بك سنة 1844م، وحملات خلال القرن العشرين بما فيها حملة تشريد اليزيديين من قبل حزب الاتحاد والترقي إبان مذابح الأرمن سنة 1915م ومن ثم حملة إبراهيم باشا سنة 1918م وحملة سنة 1935 من قبل الجيش العراقي الملكي ومن ثم حملات الأنفال في العراق خلال الفترة الممتدة بين سنتي 1963 و2007م.
بالمقابل، تشير مصادر أخرى إلى أن الحملات العثمانية على المناطق اليزيدية كانت في البداية بدافع حماية الطرق التجارية التي كانت تتعرض إلى هجمات اليزيديين واستيلائهم على القوافل التجارية، فتذكر المصادر أن عشائر الظفير العربية القاطنة في منطقة ديار بكر والإيزيدية في سنجار كانوا قد اتخذوا من أطراف أورفة مركزاً لنشاطاتهم ضد ولاة الموصل وبغداد وبمرور الوقت اتسعت دائرة نفوذهم ونشاطاتهم حتى أصابت نفوذ عشيرة طيء.فكتب رئيسها فارس الجربا إلى سليمان باشا والي بغداد يخبره بما تقوم به هذه العشائر من أعمال تخل بأمن ونفوذ بغداد في هذه المناطق وفعلا استجاب سليمان باشا إلى الطلب وأرسل حملة لتأديب العصاة.كذلك، يبدو أن دوافع بعض حملات ولاة بغداد على الأقل كانت اقتصادية، إذ أن مناطق اليزيدية كانت غنية بالموارد الزراعية والاقتصادية والتي كانت ولاية بغداد بأمس الحاجة إليها. كذلك، فإن حملة إينجه بيرقدار جاءت عقب سقوط الأسرة الجليلية، وكانت ولاية الموصل في تلك الفترة تعاني من الانفلات الأمني جراء استفحال النزعة العشائرية في أطراف المدينة وظهور الصراع بين الأسر الموصلية الكبيرة، كما هددها الزحف المصري باتجاه الأناضول، فأوكلت إلى إينجه بيرقدار مهمة توطيد الحكم العثماني في الموصل وإعادة كردستان الجنوبية لتكون قاعدة من قواعد الهجوم على القوات المصرية في الشام بالتعاون مع الجيش العثماني المتحشد في ديار بكر وكان هذا يتطلب السيطرة على كردستان باخضاع الإمارات الكردية التي كانت تهدد الجيش العثماني من الخلف، فأصدر السلطان محمود الثاني فرماناً في سنة 1833م يقضي بتولي قيادة الحملة إلى كردستان من أجل استعادة الإمارات الكردية التي انفصلت إلى والي سيواس رشيد محمد باشا، وقد جاء إخضاع اليزيديين بجملة إخضاع العشائر الكردية، ويضيف آخرون أن من أسباب الحملة كان عدم امتثال اليزيديين أمام التجنيد الإلزامي، كذلك فقد كان اليزيديون في منطقة سيرت بقيادة زعيمهم الشيخ ميرزا قد حاولوا مرات عديدة الاتصال بالجبهة أو القيادة العسكرية الروسية في القوقاز خلال الحرب الروسية العثمانية، ولما نجحوا أظهر الشيخ ميرزا رغبته والكرد الذين يقفون إلى جانبه بمساعدة القوات الروسية لفصل هذه المنطقة عن الدولة العثمانية، فأظهر هذا الموقف الذي اتخذه الشيخ ميرزا للسلطات العثمانية نوايا اليزيدية المبطنة، فحملوا عليهم حملة عنيفة لمعاقبتهم على التحالف مع أعداء الدولة، بعد إبرام الصلح مع الروس.

ويذكر الدكتور عباس العزاوي أنه لما عين مدحت باشا واليا على بغداد، قتل اليزيديون قصابان وسلبا أموالهما بعد أن أغرياهما بالذهاب معهم إلى الجبل لشراء بعض الأغنام بثمن بخس، وكان اليزيديون في سنجار قد أعلنوا العصيان طيلة خمس أو ست سنوات قبل هذه الحادثة. وصادف هذه الحادثة وصول مدحت باشا إلى الموصل فلما علم بما حدث طلب من اليزيدية بيان أسماء القاتلين وأمر بإلقاء القبض عليهم، ولما لم يجيبه اليزيديون، أرسل عليهم حملة كبيرة، فهابوا الموقف وقاموا بتسليم الجناة، فرحل عنهم الجيش العثماني. هذا وقد رفع اليزيديون طلبا إلى الباب العالي يلتمسون فيه إعفائهم من الخدمة العسكرية وأن يكتفوا بدفع الجزية مثل أهل الكتاب من اليهود والمسيحيين.