التركمان

اسم «التركمان» هو لقب أطلق على تُرك العثمانيين في العراق من قِبل الحكومة العراقية لأغراضٍ سياسية، وذلك لتمييزهم عن الأتراك في أناضول. قبل ذلك، فهم كانوا يشيرون إلى أنفسهم بالتُرك، وأشار إليهم العامة بتُرك العراق. لكنهم تقبلوا هذا اللقب بفخر وبرحابة صدر لما تحمله الكلمة من تاريخ ومنزلة.

ذُكرت أسماؤهم في عديد من مصادر الكتب الإسلامية القديمة، وكان يُطلق عليهم التركمان بدل الأوغوز. وهم يعتبرون أجداد التركمانيين في تركمانستان وأذريين في أذربيجان، وكذلك التركيين في شرقي تركيا، ولغتهم تشبه اللغة التركية مع وجود اختلاف في اللهجات وبعض الكلمات المستوردة حسب البيئة الاجتماعية التي أقاموا فيها. وبذلك يتصل تركمان العراق اتصالاً غير مباشر مع تركمانستان وأذربيجان، ولديهم القدرة على فهم لغة ولهجة بعضهم البعض بشكل لا بأس به.


تبدأ بداية التركمان من قبيلة الأوغوز، وهي قبيلة تركية ظهرت في سهول وجبال وسط وشرق آسيا (خصوصًا في كازخستان)، وانتشروا مع مرور الزمن إلى شرق أوروبا وجنوب شرقي آسيا وأناضول.


بعد هجرة قبائل الأوغوز نحو الغرب، وجدوا مسكنًا أعجبوا به وبأهله ولغته، وهو بلاد الفرس (إيران حاليًا). فاستقروا فيه لفترة من الزمن وأوجد آل سلجوق المنتمية إلى قبيلة أوغوز الإمبراطورية السلجوقية في فرس بعد هجرتهم إليه. وفي القرن الـ 11 الميلادي، دخل آل سلجوق الإسلام، فتحولت الإمبراطورية إلى دولة إسلامية مساندة للعباسيين. 

من المهم الذكر بأن الأتراك كانوا يتميزون بفروسية وشجاعة لم تضاهيها أي من القبائل والجنود الآخرين، ويُقال إنهم أول من ربّوا الخيول وروّضوهم على القتال. فالحصان كان يعتبر بمثابة منزل بالنسبة للأتراك المتنقلين، ويعود تدربهم عليه ومناورتهم للخيول إلى 3 آلاف سنة قبل الميلاد، وهم كذلك كانوا بارعين في رمي السهام على ظهر الخيل. فلذلك كان الأتراك من أفضل الفرسان آنذاك، واستعانت بهم تقريبًا جميع الإمبراطوريات والدول الموجودة في آسيا، حتى أصبحوا يقاتلون أنفسهم في أرض المعارك من الجانبين. فقد استعان بهم الأمويون لفتح الشرق، والعباسيون لتأمين الخلافة، والمماليك لحفظ مصر، وكذلك الصفويون لمحاربة العثمانيين الأتراك.